اسم الکتاب : أمالي ابن الحاجب المؤلف : ابن الحاجب الجزء : 1 صفحة : 295
قلت: زيد حسن وجهاً، لأنك تعلم أن نسبة الحسن إلى الضمير كنسبته إلى الغلام، وإذا وضح أن "وجهاً" في قولك: زيد حسن غلامه وجهاً، منتصب عن نسبة الحسن إلى الغلام علمت أن وجهاً في قولك: زيد حسن وجهاً، منتصب عن نسبة حسن إلى الضمير. وإنما جاء الوهم من جهة أن مدلول الضمير ومدلول الاسم المتقدم واحد، فتوهم لذلك أنه مثل: حسن زيد وجهاً، لاتحاد الذات المنسوب إليها [1] الحسن، وهو وهم على ما تقدم.
وإذا وضح ذلك في: زيد حسن وجهاً، فقوله: (ومن أصدق)، (ومن أحسن)، مثله لأن في "أصدق" ضميراً مرفوعاً [2] بـ "أصدق" منسوباً [3] إليه الأصدقية موازناً [4] للضمير في قولك: زيد حسن. وإذا وجب ذلك في: زيد حسن وجهاً، باعتبار ما ذكرناه، وجب في: (ومن أحسن قولاً)، لأنهما سواء في الغرض الذي قصدناه. والله أعلم.
[إملاء 6]
["إذا" الظرفية المتضمنة معنى الشرط]
وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة عشرين وستمائة على قوله في المفصل [5] على قول الشاعر:
ومن فعلاني أنني حسن القرى ... إذا الليلة الشهاء أضحى جليدها (6) [1] في الأصل وفي ب، د، م: إليه. وما أثبتناه من س. وهو الصواب لأن الضمير يعود على الذات، وهي مؤنث. [2] في الأصل وفي ب، د: ضمير مرفوع. والصواب ما أثبتناه لأنه اسم أن. [3] في الأصل وفي ب، د: منسوب. والصواب ما أثبتناه لأنه تابع لما قبله. [4] في الأصل وفي ب، د: موازن. والصواب ما أثبتناه لأنه تابع لما قبله. [5] ص 266.
(6) هذا البيت من الطويل. وقد نسبه الزمخشري لعبد الواسع بن أسامة، وكذلك ابن يعيش 7/ 103. وهو من شواهد همع الهوامع 1/ 166. واستشهد به الزمخشري على وقوع (أضحى) تامة بمعنى الدخول في وقت الضحى.
اسم الکتاب : أمالي ابن الحاجب المؤلف : ابن الحاجب الجزء : 1 صفحة : 295